الخميس، 17 ديسمبر 2009

الخميس، 3 ديسمبر 2009

الحل العملي لمشروع قانون "جبرائيل للتبني" في مصر الذي أثار بلبلة في المجتمع

تحليل لمشروع قانون "جبرائيل للتبني" في مصر:

لقد تابعت و شاهدت المحامي / نبيل جبرائيل على الفضائيات بخصوص هذا الموضوع الذي أخترعه – التبني - و قد لاحظت أن كل من يحاول أن يناقشه بالمنطق يرد عليه هو أنكم لا تريدون حرية دينيه - أو حرية معتقد – يقصد أن المسيحية تبيح التبني و الإسلام لا يبيحها!

طبعا هو إنسان جاهل ولا يفهم شيئاً – ويحاول أن يثير بلبلة و الفتنة في المجتمع. بل و يحاول أن يجعل الموضوع من ناحية التضييق أو الاضطهاد الديني كي يضغط على السياسيين ليوافقوا على هذا القانون. معتقدا أنه بهذا قد يلقى تأييد غربي أو مساندة أمريكية من باب حقوق الإنسان التي يتزعمها.

و إليكم وجه نظري العلمية المجردة – بغض النظر عن وجهة النظر الدينية التي نعرفها جيدا لهذا الموضوع – علما بأنني متأكد أن القرآن و الإنجيل و حتى التوراة لا يمكن أن يختلفوا في أي مبدأ من المبادئ الأساسية التي تحافظ على المجتمع – هذا لأنهم كتب سماوية من أله واحد و هو الله سبحانه و تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان مثلي و مثل الانبياء قبلي ,كمثل رجل بنى بنيانا فاحسنه و اجمله ,الا موضع لبنة من زاوية من زواياه ,فجعل الناس يطوفون به و يعجبون له,و يقولون هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال فانا اللبنة ,وانا خاتم النبيين .رواه البخاري و مسلم

إن الله سبحانه ينزل الشرع لينظم حياة البشرية و إذا فعلنا عكس ذلك نتأذى كثيرا و تحدث مشكلات كثيرة.

النظرة العلمية المجردة للموضوع من وجهة نظر تطبيقية:

سأشرح لكم أحد الأمثلة بالرموز كالتالي :

نفرض أن x طفل مولود من عائلة y و قامت عائلة z بتبني هذا الطفل عن طريق أحد السماسرة أو المكاتب و هو رضيع - طبعا إذا وافقوا على هذا المشروع ستنشأ شركات سماسرة و مكاتب للتبني لتعرض الأطفال على من يريد أن يشتري – يتبنى – طبعا هذا الطفل لا يعرف شيئا عن عائلة الأصلية y . ستحدث هذه المشاكل عندما يكبر هذا الطفل x و يصبح رجلا كالتالي :

1- أحب x فتاة و يريد أن يتزوجها. ولكن هذه الفتاة هي أخته أو خالته أو عمته من العائلة الأصلية y وهو لا يعرف ؟

2- ما هو وضع هذا الشاب x بالنسبة لأخوته البنات من العائلة z الجديدة ؟ هل هو محرم لهم ؟ أم ماذا ؟

3- ما هو وضع هذا الشاب x بالنسبة للميراث من عائلته z هل يورث أم لا ؟ و ماذا عن عائلته الأصلية x هل يورث أم لا ؟

4- وهنا الكثير و الكثير من المشاكل الأخرى التي قد تظهر و قد تدمر أسرة y و أسرة z في أي وقت نتيجة فساد الأنساب و الذي هو أصل الإنسان في تحديد هويته.

5- ماذا سنفعل لو أنه أصبح هذا القانون وسيلة رسمية للاتجار بالأطفال – مثلا إذا قامت أحدى الأسر بتبني طفلين أو أكثر ثم هاجروا إلى الخارج و قاموا ببيع هذين الطفلين؟ وهكذا كل شخص يهاجر يأخذ معه طفلين يبيعهم مثلا ب 100 ألف في أمريكا – وهكذا نعود لتجارة الأطفال – أو تجارة الرقيق- كما كان في القرون الوسطى و أيام الجاهلية الأولى؟؟؟

إذا نستنتج من هذا التحليل أنها فكرة إذا طبقت – فسوف تدمر المجتمع و ترجعنا لعصور الجهل و التخلف و اختلاط الأنساب و تجارة الرقيق .

الحلول العملية لهذه المشكلة:

1- الحل الموجود حالياً و هو يتمثل في دار الأيتام و اللقطاء و مجهولين النسب حقيقة كانت جيدة جدا في الماضي. أما الأن فمع كثرة الأعداد و قلة الضمير للمسئولين تحولت إلى مراكز فساد و إيواء لقنابل موقوتة قد تنجر في المجتمع في أي وقت. فأصبح المشرفين يسرحون الفتيات الشابات للدعارة في الليل مقابل نسبة و هذا ليس حادث فردي بل أصبح ظاهرة منتشرة بشكل واسع. ومع زيادة الأعداد قلة الرعاية و الاهتمام و المتابعة.

2- الحل المقترح هو أن يتم تحويل كل مجهولين النسب – سواء فتيات أو أولاد – إلى دار خاصة تابعة للقوات المسلحة. وتقوم القوات المسلحة بعمل ملف كامل لكل طفل منذ ولادته و يكون تابعا للقوات المسلحة طوال حياته. داخل المؤسسة العسكرية للقوات المسلحة هناك كثير من التخصصات كما هو معروف إلى جانب المهام العسكرية العادية سواء في سلاح الطيران أو المدفعية أو المشاة مثل الطب العسكري و الهندسة العسكرية و الكيمياء ألخ. الميزات الكبيرة هنا هو أن مجهولي النسب يحصلون على التالي : أسم رسمي من القوات المسلحة – الشعور بالانتماء المباشر للوطن و للقوات المسلحة – تكوين علاقة أسرية مع المدربين داخل القوات المسلة مما يزيد الانتماء – أعلى مستويات الرعاية و التعليم الداخلي - ضمان وظيفة عسكرية ثابتة مفيدة للمجتمع – عدم وجود عائق نفسي أو أي شعور بالخذي عند مواجهة الآخرين و بهذا يتحول من مشكلة كبيرة للمجتمع إلى فائدة عظيمة. ولذلك أقترح أيضاً أن يتم تطبيق هذا المقترح في جميع الدول العربية لتعم الفائدة.

هذا و الله أعلم.

أخوكم د. وليد توفيق